أضواء على تاريخ تعليم اللسان العربي المبين وواقعه في جمهورية غينيا, دراسة تاريخية ووصفية

أ

الدكتور: إبراهيم منساري
باحث أكاديمي متخصص في اللسانيات، الأدب العربي والمالية الإسلامية وأستاذ بقسم اللغة العربية في جامعة لابي في جمهورية غينيا والأمين العام للنقابة الوطنية للتعليم العربي في غينيا
رئيس العلاقات الخارجية للمركز الغيني متعدد التخصصات للدراسات الاستراتيجية والدولية

الملخص

تهدف هذه الدراسة التاريخية الوصفية إلى تسليط الضوء على مسار تعليم اللغة العربية في جمهورية غينيا، مستعرضةً جذوره التاريخية العميقة المرتبطة بانتشار الإسلام، وواقعه المعاصر المليء بالتحديات. يتتبع البحث المراحل التي مر بها التعليم العربي، بدءًا من دوره كلغة للعلم والإدارة في الممالك الإسلامية القديمة، مرورًا بسياسات التهميش التي فرضها الاستعمار الفرنسي، وصولًا إلى محاولات دمجه في النظام التعليمي الوطني بعد الاستقلال وظهور نظام التعليم المزدوج (عربي-فرنسي). تكشف الدراسة عن مجموعة من الصعوبات الجوهرية التي تواجه التعليم العربي اليوم، من أبرزها: أزمة المناهج الدراسية التي تفتقر إلى ملاءمة البيئة المحلية، وضعف الأساليب البيداغوجية، والقصور في إعداد المعلمين وتأهيلهم، بالإضافة إلى التهميش في سوق العمل وغياب سياسة لغوية حكومية واضحة وداعمة. تخلص الدراسة إلى أن النهوض بالتعليم العربي في غينيا يتطلب رؤية استراتيجية متكاملة تشمل تحديث المناهج، وتطوير طرق التدريس، وتأهيل المعلمين، وربط مخرجات التعليم باحتياجات التنمية والمجتمع.

abstract

This historical and descriptive study aims to shed light on the trajectory of Arabic language education in the Republic of Guinea, examining its deep historical roots associated with the spread of Islam and its challenging contemporary reality. The research traces the phases of Arabic education, from its role as the language of science and administration in ancient Islamic kingdoms, through the marginalization policies imposed by French colonialism, to post-independence attempts at integration into the national education system and the emergence of a bilingual (Arabic-French) model. The study reveals a set of fundamental difficulties facing Arabic education today. Key among them are: a curriculum crisis stemming from a lack of adaptation to the local environment, weak pedagogical methods, deficiencies in teacher preparation and training, in addition to marginalization in the job market and the absence of a clear and supportive government language policy. The study concludes that advancing Arabic education in Guinea requires an integrated strategic vision that includes modernizing curricula, developing teaching methodologies, training qualified teachers, and linking educational outcomes to the needs of development and society